الانتخابات التركية وتأثيراتها على تركيا والمنطقة

الانتخابات التركية وتأثيراتها على تركيا والمنطقة

عناصر المقال :-

  1. الانتخابات التركية وتأثيراتها على سوق العقار التركي
  2. أهم التحديات التي تواجه المستثمرين في ظل الانتخابات
  3. سباق الانتخابات وبرامج ووعود المرشحين
  4. الانتخابات التركية وتأثيراتها على الأجانب ” السياح واللاجئين”
  5. مطالب الناخبين الأتراك
  6. كيفية سير العملية الانتخابية

 

 

الانتخابات التركية وتأثيراتها على سوق العقار التركي

في 14 مايو/أيار 2023 ، سيذهب الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم وبرلمانهم في انتخابات حاسمة تحدد مستقبل البلاد. هذه الانتخابات ستشهد منافسة شرسة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ، الذي يحكم تركيا منذ عام 2003 ، والمرشح المعارض كمال كيليجدار أوغلو ، الذي يقود تحالفًا من ستة أحزاب تسعى إلى إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

هذه الانتخابات ليست مجرد صراع سياسي ، بل هي أيضًا صراع على رؤية تركيا ودورها في المنطقة والعالم. فهل ستستمر تركيا في اتباع نهج أردوغان المؤيد للإسلام والقومية والانفتاح على روسيا وإيران والصين ، أم ستعود إلى نظام أكثر علمانية واندماجًا مع الغرب؟

ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لسوق العقارات التركية ، التي تشهد نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة ، بفضل الطلب المحلي والأجنبي؟ كيف ستؤثر نتائج الانتخابات على فرص الاستثمار والسياسات الحكومية المتعلقة بالعقارات؟ هذه هي بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها في هذا المقال.

أهم التحديات التي تواجه المستثمرين في ظل الانتخابات

التضخم :

إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه تركيا هي التضخم المرتفع ، الذي يؤثر سلبًا على قوة الشراء والثقة في الاقتصاد. وفقًا للمعهد التركي للإحصاءات ، بلغ معدل التضخم في تركيا 85% في ديسمبر/كانون الأول 2022 ، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1999. هذا يعني أن أسعار المواد الغذائية والطاقة والإسكان ارتفعت بشكل كبير ، مما خفض قيمة الليرة التركية وزاد من تكاليف الاستيراد والديون.

هذه الظروف تجعل سوق العقارات التركية أكثر صعوبة للمستثمرين والمشترين ، سواء كانوا محليين أو أجانب. فبالنسبة للمستثمرين ، فإن التضخم المرتفع يقلل من عائدات استثمارهم ويزيد من مخاطرهم. فبالنسبة للمشترين ، فإن التضخم المرتفع يزيد من أسعار العقارات وأسعار الفائدة على القروض ، مما يجعل شراء المنزل أكثر تكلفة وصعوبة.

ولذلك ، فإن نتائج الانتخابات التركية قد تحدد مصير سوق العقارات التركية ، حيث يتعهد المرشحان باتخاذ إجراءات مختلفة لمواجهة التضخم وإصلاح الاقتصاد. فبينما يدافع أردوغان عن سياسته المالية التوسعية وانخفاض معدلات الفائدة ، ينتقده كيليجدار أوغلو بأنه “غير كفء” و”غير قادر” على حل المشكلات الاقتصادية ، ويطالب باستعادة استقلالية البنك المركزي وزيادة معدلات الفائدة لخفض التضخم.

سياسة العقارات التركية وتجنيس الأجانب :

إلى جانب التضخم ، فإن سياسات العقارات التركية هي عامل آخر يؤثر على سوق العقارات التركية. ففي السنوات الأخيرة ، اتخذت الحكومة التركية عدة إجراءات لتشجيع قطاع العقارات ، مثل تخفيض ضريبة القيمة المضافة على بيع العقارات ، وإطلاق برنامج الجنسية التركية عبر شراء عقار بقيمة 250 ألف دولار (التي ارتفعت فيما بعد إلى 400 ألف دولار) ، وزيادة حصة المشاركة في التمويل العقاري للبنوك ، وإطلاق مشروعات إسكان اجتماعية للأسر ذات الدخل المحدود.

هذه السياسات أدت إلى زيادة الطلب على العقارات في تركيا ، خاصة من قبل المستثمرين والمشترين الأجانب ، الذين استفادوا من انخفاض قيمة الليرة التركية والحوافز الحكومية. وفقًا للمعهد التركي للإحصاءات ، بلغ عدد العقارات التي اشتروها الأجانب في تركيا 45,483 عقار في عام 2020 ، بزيادة 11.3% عن عام 2019. كما بلغ حجم المبيعات الإجمالية للعقارات في تركيا 1,499,316 عقار في عام 2020 ، بزيادة 11.2% عن عام 2019.

ولذلك ، فإن نتائج الانتخابات التركية قد تحدد مصير سياسات العقارات التركية ، حيث يتعهد المرشحان باتخاذ إجراءات مختلفة لدعم قطاع العقارات وزيادة جاذبيته للمستثمرين والمشترين. فبينما يدافع أردوغان عن استمرار سياساته المحفزة للعقارات وزيادة المشروعات الإسكانية والبنية التحية يؤكد كمال كليجدار أوغلو على مراجعة برامج التجنيس وعدم بيع العقارات للأجانب .

رؤية تركيا 2023 :

بالإضافة إلى التضخم وسياسات العقارات ، فإن رؤية تركيا 2023 هي عامل آخر يؤثر على سوق العقارات التركية. فهذه الرؤية هي قائمة من الأهداف أصدرها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان بالتزامن مع الذكرى المئوية لجمهورية تركيا في عام 2023. تطمح تركيا افاق 2023 ان يصبح اقتصادها ضمن اقوى 10 اقتصادات في العالم.

لتحقيق هذه الرؤية ، تضم رؤية 2023 التركية مشاريعاً على كافة الأصعدة:

الاقتصاد، النقل، التجارة الخارجية، الصحة، السياحة والسياحة العلاجية، التعليم، الطاقة، التكنولوجيا.

 

بعض هذه المشاريع لها علاقة مباشرة بسوق العقارات ، مثل بناء 11 ألف كيلومتر من السكك الحديدية الجديدة وتوسيع شبكة القطارات عالية السرعة ، وبناء 15 ألف كيلو متر من الطرق السريعة المزدوجة ، وطائرات منتجة محلياً، وإنتاج طائرات بدون طيار وأقمار صناعية. هذه المشاريع تهدف إلى تطوير البنية التحتية والنقل والاتصالات في تركيا ، مما يزيد من جودة وجاذبية المناطق المختلفة للاستثمار والسكن.

ولذلك ، فإن نتائج الانتخابات التركية قد تحدد مصير رؤية تركيا 2023 ، حيث يتعهد المرشحان باتخاذ إجراءات مختلفة لتنفيذ هذه المشاريع وضمان نجاحها. فبينما يدافع أردوغان عن استكمال رؤية 2023 التي بدأها في عام 2011

 

تناولنا تأثير الانتخابات التركية على سوق العقارات التركية من ثلاث جوانب: التضخم ، وسياسات العقارات ، ورؤية تركيا 2023. وجدنا أن هذه الجوانب لها دور كبير في تحديد مستقبل سوق العقارات التركية ، وأن نتائج الانتخابات قد تغير مسار هذا السوق بشكل إيجابي أو سلبي.

 

إن سوق العقارات التركية هو سوق حيوي ومهم للاقتصاد التركي وللمستثمرين والمشترين المحليين والأجانب. إنه سوق يتمتع بإمكانات كبيرة للنمو والتطور ، خاصة في ظل المشاريع الإستراتيجية التي تضمها رؤية 2023. لذلك ، يجب على جميع المهتمين بهذا السوق متابعة التطورات السياسية والاقتصادية في تركيا بشكل دائم ، وأخذها في الحسبان عند اتخاذ قراراتهم. كما يجب على المرشحين للانتخابات أن يضعوا في اعتبارهم مصلحة هذا السوق وأصحابه ، وأن يقدموا برامج وسياسات تدعم نموه واستقراره.

 

سباق الانتخابات وبرامج ووعود المرشحين

الانتخابات التركية 2023 هي انتخابات رئاسية وبرلمانية مهمة تحدد مستقبل تركيا ودورها في المنطقة والعالم. من المزمع عقدها في 18 يونيو/حزيران 2023. سيصوت الناخبون لاختيار الرئيس الجديد ، بالإضافة إلى 600 عضو في البرلمان التركي ، مدة ولاية كل منهم خمس سنوات.

أهم المرشحين للرئاسة هم :

الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان : من حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

أردوغان يعد بإكمال رؤية تركيا 2023 التي بدأها في عام 2011، والتي تضم مجموعة من الأهداف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لتحويل تركيا إلى قوة إقليمية وعالمية. كما يعد بالحفاظ على أمن تركيا وسيادتها في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، وبتطوير البنية التحتية والصناعة والتكنولوجيا، وبزيادة فرص العمل والإنفاق الاجتماعي.

 

كمال كيليجدار أوغلو : من حزب الشعب الجمهوري العلماني، الذي يقود تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب.

كيليجدار أوغلو يعد بإعادة توجيه تركيا نحو الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، وبإصلاح النظام القضائي والإعلام، وبإلغاء نظام الرئاسة التنفيذية وإعادة الحكومة البرلمانية، وبإعداد دستور جديد يضمن حقوق جميع المواطنين. كما يعد بإنقاذ اقتصاد تركيا من التضخم والانهيار، وبإستعادة استقلال البنك المركزي، وبتحسين علاقات تركيا مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبحل سلمي للقضية الكردية.

هذه هي أهم وعود المرشحين للانتخابات التركية 2023. هذه الانتخابات ستكون حاسمة لشكل تركيا في المستقبل.

بقية المرشحين للانتخابات التركية 2023 هم:

محرم إينجه : من حزب الوطن، الذي يمثل القوميين الأتراك والمؤيدين للعلمانية. يعد بالدفاع عن سيادة تركيا ووحدتها الوطنية، وبالتصدي للتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، وبالتعاون مع روسيا والصين في مواجهة الغرب، وبإعادة تقسيم الثروة بشكل عادل، وبإنشاء نظام تعليم مجاني وشامل.

سنان أوغان : من تحالف الأجداد ، الذي يضم أحزاباً صغيرة من اليسار والوسط. يعد بإحلال السلام والديمقراطية في تركيا، وطرد الاجئين السوريين يعد كذلك بإنهاء حالة الطوارئ المفروضة منذ محاولة الانقلاب في 2016، وبإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وبإعادة حقوق المرأة والأقليات، وبإصلاح القطاعات الصحية والتعليمية، وبتخفيض أسعار الغذاء والطاقة .

هذه هي برامج بقية المرشحين للانتخابات التركية 2023. هذه الانتخابات ستكون منافسة شديدة بين أردوغان وكيليجدار أوغلو، في حين يأمل المرشحان الآخران في كسب دعم جزء من الناخبين.

أهم الموضوعات التي تهم الناخبين الترك هي:

الاقتصاد: تعاني تركيا من تضخم مرتفع وانخفاض قيمة الليرة وارتفاع معدلات البطالة والفقر. كما تواجه أزمة في قطاع السياحة بسبب جائحة كورونا والتوترات السياسية. المعارضة تنتقد سياسات أردوغان الاقتصادية وتقول إنها تسببت في هذه المشاكل. أردوغان يدافع عن إنجازاته في تطوير البنية التحتية والصناعة والتجارة ويوجه باللوم إلى العوامل الخارجية .

الديمقراطية: يدعي المعارضون للحزب الحاكم في تركيا بحصول انتهاكات لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، مثل حرية التعبير والتجمع والصحافة. كما تشهد حملات اعتقال وملاحقة ضد المعارضين والنشطاء والصحفيين والأكاديميين. المعارضة تطالب بإعادة بناء الديمقراطية والدولة القانونية والثقة بالمؤسسات. بينما تؤكد الحكومة التركية بأن إجراءات الطوارئ المتبعة حاليا ضرورية لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت عام 2016 .

السياسة الخارجية: تواجه تركيا علاقات متوترة مع بعض جيرانها وحلفائها، مثل سوريا والعراق وإيران وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. كما تشارك في نزاعات إقليمية، مثل قبرص وليبيا وأذربيجان وأفغانستان. المعارضة تنتقد سياسات أردوغان التي أثارت التوترات مع الجيران والحلفاء، وأكدت على ضرورة إعادة بناء التعاون مع المجتمع الدولي. أردوغان يدافع عن دور تركيا في حماية مصالحها وقضاياها.

 

كيفية سير العملية الانتخابية :

عملية الانتخابات التركية هي عملية تتضمن انتخابات رئاسية وبرلمانية في نفس الوقت. يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

  • الناخبون الأتراك يحق لهم اختيار رئيس للجمهورية ونواب للبرلمان الوطني الكبير، الذي يتألف من 600 عضواً.
  • المرشحون للرئاسة يجب أن يحصلوا على 50% + 1 من الأصوات للفوز، وإلا يتم إجراء جولة ثانية بين أعلى مرشحين.
  • المقاعد البرلمانية توزع بنظام التمثيل النسبي، مع عتبة انتخابية بنسبة 10% لدخول الحزب إلى البرلمان1.
  • الانتخابات تجرى في 81 ولاية تركية، وفي مراكز اقتراعية غالباً مؤسسات حكومية ومدارس.
  • الانتخابات تجرى أيضاً خارج تركيا، في 60 دولة، حيث يوجد نحو 3 ملايين ناخب تركي مقيم في الخارج.
  • مدة الانتخابات في تركيا هي يوم واحد فقط، من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي.
  • مدة الانتخابات خارج تركيا هي أسبوع واحد، من 7 إلى 13 مايو/أيار.
  • نتائج الانتخابات تعلن رسمياً بعد فرز جميع الأصوات والطعون المحتملة، وذلك في غضون أسبوع من يوم الانتخابات.

 

تأثير الانتخابات التركية على الأجانب ” السياح واللاجئين”

تأثير نتائج الانتخابات التركية على السياح الأجانب واللاجئين قد يكون مختلفاً بحسب المرشح الفائز وبرنامجه السياسي. بشكل عام، يمكن تلخيص التأثير كالتالي:

بالنسبة للسياحة، فإن تركيا تعتمد على هذا القطاع كمصدر رئيسي للعملة الصعبة والوظائف. وقد تضررت السياحة بشدة بسبب جائحة كورونا والأزمات السياسية والأمنية في المنطقة.

وقد وعد أردوغان بزيادة عدد السياح إلى 90 مليون سائح سنوياً، وزيادة حجم التجارة الخارجية إلى تريليون دولار.

وقد حاول أيضاً تحسين العلاقات مع بعض الدول الأوروبية والعربية لجذب المزيد من الزوار.

أما كليتشدار أوغلو، فقد انتقد سياسات أردوغان التي أثارت التوترات مع الجيران والحلفاء، وأكد على ضرورة إعادة بناء الثقة والتعاون مع المجتمع الدولي. وقد اقترح أيضاً تطوير قطاعات جديدة في السياحة، مثل السياحة الثقافية والبيئية والصحية.

 

بالنسبة لللاجئين، فإن تركيا تستضيف أكبر عدد منهم في العالم، معظمهم من سوريا.

وقد أثار وجودهم انتقادات واحتجاجات من بعض الأتراك الذين يشعرون بالإزعاج أو المنافسة على الموارد والخدمات.

وقد طالب بعض المرشحين المعارضين بطرد اللاجئين وإعادة توطينهم في مناطق آمنة داخل سوريا أو في دول ثالثة.

أما أردوغان، فقد دافع عن حقوق اللاجئين وأكد على دور تركيا في حماية المظلومين والمستضعفين.

هذه هي بعض التأثيرات المحتملة للانتخابات التركية على الأجانب السياح واللاجئين.

 

اشترك في النقاش

مقارنة العقارات

قارن